مقـــــــــدمة …
ليست “الذات” كيانًا جامدًا نولد به ويستمر معنا إلى القبر، بل هي مشروع ديناميكي متطور، أشبه بـ “بناء شاهق” نشارك نحن في تصميمه وبناءه طوال رحلتنا الحياتية. إن “صناعة الذات” هي العملية الواعية والمستمرة لفهم وتشكيل وتطوير هذا الكيان المعقد – ذواتنا – بهدف إطلاق وتحقيق إمكاناتنا الكامنة، والعيش بحياة أكثر توافقًا ورضًا ومعنى. من خلال منهجية قائمة على أسس علم النفس، يمكن لأي فرد أن ينتقل من دور المشاهد إلى دور الصانع لشخصيته ومصيره .

مفهوم تحقيق الذات :
يعتبر جولدشتين (Goldstien,1939) أول من استخدم مفهوم تحقيق الذات باعتباره الحافز الأساسى فى تحقيق شخصية الفرد، فهو الدافع الوحيد الذى يدفع الفرد إلى السلوك فى المواقف المختلفة. فهو يراه أنه “إعادة الإتزان وتحقيق التكيف” . ولكن جولدشتين استخدم هذا المفهوم من منظور ضيق ولم يقدم تفسير كافى لاستمرار النمو والارتقاء .
ويؤكد أدلر (1985) أن ثمة قوى عظمى Elemental force تكمن فى داخلنا وراء التطور الإنسانى فى سعيه نحو العلم Superiority والنزوع نحو الكمال والتكيف الفعال مع المتطلبات الكونية، وتسمى هذه القوة العظمى بالذات المبدعة creative self، مؤكدا أننا لا نملك إلا قوة دفع ذواتنا المبدعة نحو الكمال، وهذا راجع إلى أننا لا نملك الحقيقة المطلقة .
وتحقيق الذات هو نزعة فطرية لدى الفرد ليبدع وينجز ويبتكر ويحقق أقصى إمكاناته ويترجمها إلى حقيقة ملموسة تكون مفيدة وذات قيمة له وللأخرين. ويرى البعض أن تحقيق الذات هو جوهر وجود الإنسان فى سعيه الدائم صوب تجاوز ذاته وتوكيد إمكاناته وعلى هذا فإن تحقيق الذات يرتبط بمتغيرات كثيرة لعل من أهمها: التوكيدية والثقة بالنفس والقدرة على المبادأة فى المواقف وتجاوز الذات وحساسية مفرطة، لذا الخجل يمثل النقيض لتحقيق الذات .
طرق الاتصال مع الذات :
1️⃣ الحديث مع الذات : كل فرد يقوم بذلك وقد يكون ايجابي او سلبي. التفكير السلبي يؤثر سلبيا على أداء الفرد سلباً .
2️⃣ مراجعة الذات : مراجعة الذات لقياس مدى تقدمها لحجمها او الاستمرار فيها.
وينبغى على الفرد ذلك ليعرف مدى التقدم لتحقيق الاهداف ومعرفة اسباب النجاح اوالفشل
الفهم العلمي للذات : اللبنات الأساسية
قبل الشروع في عملية “بناء الذات”، لا بد من فهم المكونات الأساسية للذات كما يراها علم النفس :
1️⃣ مفهوم الذات (Self-Concept) : وهو الصورة الذهنية التي نحملها عن أنفسنا، وتتضمن الإجابة على سؤال “من أنا؟”. هذا المفهوم يتشكل من خلال :
⏺︎ الذات المدركة (Perceived Self) : كيف نرى أنفسنا، وهى التى تقوم على خبرات الفرد الواقعية وكذلك تصورات الذات الواقعية
⏺︎ الذات المثالية (Ideal Self) : الشخصية التي نطمح أن نكون عليها، وهى التى تقوم على أمانى الفرد وأمنياته، وتعكس ذات الفرد المرغوب فيها
⏺︎ تقدير الذات (Self-Esteem) : القيمة التي نضعها لأنفسنا بناءً على هذا التصور .

2️⃣ المرونة العصبية (Neuroplasticity) : الأساس البيولوجي للتغيير. يثبت علم الأعصاب أن دماغ الإنسان لا يتوقف عن إعادة تشكيل نفسه وبناء مسارات عصبية جديدة استجابة للخبرات والتعلم. هذا يعني أن تغيير أنماط التفكير والسلوك ليس ممكناً فحسب، بل هو حقيقة فيزيولوجية
كيف يرى الانسان ذاته ؟ و كيف يراه الآخرون ؟

المنطقة المكشوفة : صفاتنا الشخصية والسلوكيات اليومية
المنطقة العمياء : عادات غير مدركة أو درجة تأثيرنا فى الآخرين
المنطقة المخفية :أسرار شخصية ومشاعر داخلية
المنطقة المجهولة :إمكانات كامنة (موهبة) أو ردود أفعال فى مواقف جديدة
الطرق العملية لتوسيع المنطقة المكشوفة :
التأمل الذاتي : تامل الفرد لحياته يوسع من درجة فهمه لها .
استطلاع رأي الاخرين : سؤال من يهتمون بنا ويرغبون في نجاحنا
الاختبارات الشخصية : اختبارات السمات – الذكاء-الميول .
تقدير الذات : تشير الدراسات إلى أن
66% لديهم تقدير منخفض لذواتهم .
77% من افكارنا سلبية وغير بناءة .
10% هي نسبة استخدام الشخص العادي لطاقاتة وإمكاناتة .
ومعظم الخبراء يتفقون على أن  :
تقدير الذات هو تقييم كلي يقوم به الفرد عن ذاته بطريقة ايجابية أو سلبية ، وهو الشعور بكفاءة الذات وقيمتها .
صور تحقيق الذات :
1️⃣ المحافظة على الذات الجسمية: وهى حماية الذات من الخوف والتهديد عن طريق الأفعال المنعكسة والتغذية ووسائل الحماية .
2️⃣ المحافظة على الذات الإجتماعية: وهى الإرتباط بالأخرين ويرتبط ذلك بدوافع الفرح والحب والقوة والرغبة فى التعرف بالأخرين .
3️⃣ حماية الذات الروحية: التى تؤدى بالفرد إلى البحث فى طبيعته الداخلية سواء كانت عقلية أو خلقية أو روحية .

العوامل التى تساعد على تحقيق الذات :
إن الحاجة إلى تحقيق الذات ترتبط بما يحفز الفرد على التحصيل والإنجاز والتعبير عن الذات، وأن يكون مبدعًا ومنتجًا ويقوم بأفعال وتصرفات تكون مفيدة وذات قيمة له وللأخرين .
ووضع ماسلو قائمة بالسلوكيات التى يعتقد أنها من الممكن أن تؤدى بالأفراد إلى تحقيق الذات وقد إشتملت على التوجيهات الأتية :
⏺︎ خبرة الحياة مع التركيز والاستيعاب الكامل فى المحاولة لفعل شئ جديد .
⏺︎ تشجيع الفرد على أن تكون آرائه نابغة من داخله بدلا من اشتقاقها من الأخرين .
⏺︎ القدرة على تحمل المسئولية .
⏺︎ القدرة على مواجهة الأخطار بفاعلية .
⏺︎ القدرة على تقييم الدفاعات الشخصية والتعبير عنها .
⏺︎ التحلى بالتواضع .
⏺︎ الاستمتاع باللحظات المرحة فى الحياة وتهيئة الظروف المناسبة .
⏺︎ العمل الجاد أى ما كانت الظروف .
خصائص الشحض المحقق لذاته :
يحدد ماسلو خصائص الأفراد المحققين لذواتهم والذين يعتبرهم الأفضل very best من بين الأفراد، وتتمثل هذه الخصائص فى :
1️⃣ لديهم منظور أكثر فاعلية للواقع
2️⃣ تقبل الذات والأخرين والطبيعة
3️⃣ التلقائية والبساطة
4️⃣ الاستقلال الذاتى (الاستقلال عن الثقافة والبيئة)
5️⃣ التجديد والتطوير المستمر
6️⃣ خبرات جديدة ومتجددة
7️⃣ الاهتمام بالعلاقات الاجتماعية
8️⃣ العلاقات البينشخصية العميقة
9️⃣ بنية الصفات الديمقراطية
1️⃣ التمييز بين الوسائل والغايات
1️⃣0️⃣ الحس الفلسفى للدعابة
1️⃣1️⃣ الإبداع
1️⃣2️⃣ التكيف مع التحديات الثقافية.
ولكن ليست كل الخصائص إيجابية للأشخاص المحققين لذواتهم، وإنما هناك خصائص سلبية مثل: مزاج حاد إنفجارى ، عنيد ومثير، مصدر للإزعاج
تحقيق الذات لدى ماسلو :
قدم ماسلو نظرية فى الدافعية الإنسانية حاول فيها أن يصيغ نسقا مترابطا يفسر من خلاله طبيعة الدوافع أو الحاجات التى تحرك السلوك الإنسانى وتشكله. فى هذه النظرية يفترض ماسلو الحاجات أو الدوافع الإنسانية تنتظم فى تدرج أو نظام متصاعد من حيث الأولوية أو شدة التأثير، فعندما تشبع الحاجات الأكثر أولوية أو الأعظم قوة وإلحاحا فإن الحاجات التالية فى التدرج الهرمى تبرز وتطلب الإشباع هى الأخرى، وعندما تشبع نكون قد صعدنا درجة أعلى على سلم الدوافع…. وهكذا حتى نصل إلى قمته. ويرجع ذلك إلى أن الحاجة هى حالة من التوتر تدفع الفرد لكى يشبعها، حيث يوضحها معجم علم النفس المعاصر بأن مفهوم الحاجة Needs “حالة الفرد الناجمة عن احتياجه للأشياء الجوهرية لوجوده وتطوره وهو مصدر النشاط الإنسانى .

هرم الحاجات الإنسانية عند ماسلو
ويوضح الشكل تلك الحاجات على النحو التالى :
ويعد هرم الحاجات الأساسية من أحد أهم عناصر نظرية ماسلو، فقد أدرك أن هناك عدد من الدوافع أو القوى المختلفة التى تؤثر على السلوك البشرى، وقام بوضع هرم الحاجات لفهم كيفية عمل تلك القوى المختلفة مع بعضها البعض.
فكلما ازداد نمو الفرد وصعوده إلى أعلى الترتيب الهرمى الذى افترضه ماسلو ازدادت فرديته وإنسانيته وصحته النفسية. فالارتقاء فى معارج الكمال الإنسانى يهيئ الإنسان إلى بلوغ ما يسميه ماسلو ما وراء الحاجات Meta Needs أو قيم الوجود Being Values.
ومن هنا نرى أن هناك عنصرا أساسيا فى نظرية ماسلو هو “تحقيق الذات” ولقد أشارماسلو إلى أن الحاجة إلى تحقيق الذات قد تظهر فقط بعد إشباع الحاجات الأخرى، ويحتل تحقيق الذات قمة الترتيب الهرمى للحاجات عند ماسلو، كما يعتبر جزءا أساسيا فى المدخل الإنسانى للشخصية، حيث يعتبر تحقيق الذات هو أحد الميكانيزمات الأساسية المستخدمة فى علم النفس لدراسة وفهم وتقييم الشخصية
كما يُذكر أن الحاجة إلى تحقيق الذات هى “حاجة الفرد لاثبات وجوده فى وسط الجماعة التى يعمل بها أو وسط الأسرة أو بين جماعة الأصدقاء، بمعنى أن يحقق الفرد وجوده فى المجتمع الخارجى بالصورة التى يرى فيها ذاته، وما تتميز به من خصائص معينة وإشباع هذه الحاجات لدى الأفراد يأخذ أساليب مختلفة لاختلاف الميول والاهتمامات لديهم لذلك تعتبر الحاجة إلى تحقيق الذات من الحاجات الرئيسية التى تقوم عليها الصحة النفسية
مراحل عملية صناعة الذات: نموذج عملي منهجي
المرحلة الأولى : التشخيص والوعي (الفحص الذاتي)
هذه هي نقطة البداية الحقيقية. لا يمكنك إصلاح شيء إن لم تكن تعرف أنه معطل. تتضمن هذه المرحلة :
⏺︎ التأمل الذاتي (Self-Reflection) : تخصيص وقت للتفكير في قيمك، معتقداتك، نقاط قوتك، وضعفك، دوافعك الخفية التى تحركك، وأنماط علاقاتك .
⏺︎ التغذية الراجعة (Feedback) : طلب آراء صادقة وبناءة من أشخاص موثوقين حولك. قد يرى الآخرون فينا ما لا نستطيع رؤيته .
⏺︎ التقييم النفسي : يمكن اللجوء إلى الاختبارات والمقاييس النفسية المعتمدة(مثل اختبارات السمات الشخصية – Big Five – أو تحديد نقاط القوة) للحصول على صورة أكثر موضوعية) .
المرحلة الثانية : التخطيط والرؤية (وضع المخططات)
بعد التشخيص، يأتي دور وضع الخطة. من أنت الآن (الذات المدركة)؟ وإلى أين تريد أن تصل (الذات المثالية) ؟
⏺︎ تحديد الأهداف الذكية (SMART Goals) : ضع أهدافًا محددة، قابلة للقياس، قابلة للتحقيق، واقعية، ومرتبطة بزمن. بدلاً من “أريد أن أكون أكثر ثقة”، جرب “سأتحدث في المناقشات مرتين على الأقل في اجتماعات العمل هذا الأسبوع” .
⏺︎ تحديد القيم (Values) : ما هي المبادئ التي تريد أن تبني عليها حياتك؟ (مثل الصدق، الإنجاز، المساعدة، العائلة). تضمن صناعة الذات الأصيلة أن تكون أهدافك متوافقة مع قيمك الأساسية .
المرحلة الثالثة : البناء والتنفيذ (مرحلة التشييد)
هذه هي المرحلة العملية التي تتحول فيها الخطط إلى واقع ملموس .
⏺︎ تطوير العادات (Habit Formation) : اعتمادًا على نظريات مثل “الحلقة الذهنية (Cue, Routine, Reward)، يمكنك استبدال العادات السلبية بأخرى إيجابية. الذات تصنع وتتقوى من خلال العادات اليومية الصغيرة المتكررة .
⏺︎ التعلم المستمر (Continuous Learning) : غذِ عقلك بالمعرفة، وقلبك بالتجارب الجديدة. اقرأ، تعلم مهارة، سافر، التق بأناس جدد. كل خبرة جديدة تشكل مسارًا عصبيًا جديدًا وتوسع من مداركك ومفهومك عن ذاتك .
⏺︎ مهارات المواجهة (Coping Skills) : جزء من صناعة الذات هو بناء “جهاز مناعة نفسي” قادر على مواجهة التحديات والضغوط والفشل. تعلم تقنيات إدارة القلق والغضب، التنظيم العاطفي، والتفكير الواقعي الإيجابي ومهارات الاسترخاء .

المرحلة الرابعة : المراجعة والتقويم (ضبط الجودة)
لا تتوقف عملية الصناعة عند التنفيذ. إنها حلقة مستمرة.
⏺︎ المتابعة الذاتية (Self-Monitoring) : تتبع تقدمك نحو أهدافك. احتفظ بمفكرة دون بها ما تحقق وما لم يتحقق ولماذا لم يتحقق؟، أو استخدم التطبيقات لتساعدك فى ذلك .
⏺︎ المرونة والتكيف (Flexibility) : كن مستعدًا لتعديل خططك وأهدافك بناءًا على التغذية الراجعة الجديدة والظروف المتغيرة. القوة ليست في التمسك بخطأ، بل في المرونة لتصويبه وتصحيح المسار .
التحديات التي قد تعترض عملية الصناعة :
⚛︎ المقاومة الداخلية (Internal Resistance) : الخوف من التغيير، أو ترك “منطقة الراحة” (Comfort Zone) .
⚛︎ الصوت الناقد الداخلي (Inner Critic) : ذلك الصوت الذي يزرع الشك ويدمر الثقة.
⚛︎ التأثيرات البيئية : الضغوط الاجتماعية والثقافية التي قد تدفعك لصناعة ذات لا تتوافق مع حقيقتك .
معوقات تحقيق الذات :
⚛︎ لما كان تحقيق الذات على رأس التنظيم الهرمى للحاجات فهو إذن أضعف هذه الحاجات ويسهل إعاقتها، وفى هذا يؤكد ماسلو أن هذه الطبيعة الداخلية لتحقيق الذات ليست قوية ومسيطرة إنها لا تشبه غرائز الحيوانات إنها ضعيفة ورقيقة، ويسهل أن تتغلب عليها العادة والضغط الثقافى .
⚛︎ معظم الأفراد يخافون التوصل إلى معرفة النفس التى يتطلبها تحقيق الذات لأن هذه المعرفة، تعنى الدخول فى الشك والخوف. ويؤكد ماسلو إننا نخاف معرفة أنفسنا وتلك المعرفة قد تغير تقديرنا لذاتنا وصورتنا عنها، بينما يحب الناس المعرفة ويبحثون عنها لأن لديهم حب الاستطلاع .
⚛︎ البيئة الثقافية يمكن أن تقمع ميل الفرد نحو تحقيق ذاته لأنها تفرض معايير معينة على قطاعات من المجتمع الإنسانى فمن تعريف الرجولة فى ثقافتنا قد يمنع الطفل من تنمية سمات مثل: المشاركة الوجدانية والشفقة والدقة وهى كلها تميز الفرد الذى يحقق ذاته
علاقة تحقيق الذات بالصحة النفسية :
⚛︎ يقول البعض أن تحقيق الذات يعد مرادفا للصحة النفسية، وهذا المفهوم يتضح من خلال خصائص الشخص السوى نفسيا .
⚛︎ ويعرف  العالم حامد زهران الصحة النفسية بأنها حالة دائمة نسبيًا، يكون الفرد فيها متوافقًا نفسيًا وشخصيًا وانفعاليًا واجتماعيًا أي مع نفسه ومع بيئته، ويشعر بالسعادة مع نفسه، ومع الآخرين، ويكون قادرًا على تحقيق ذاته واستغلال قدراته وإمكاناته إلى أقصى حد ممكن، ويكون قادرًا على مواجهة مطالب الحياة، وتكون شخصيته متكاملة سوية، ويكون سلوكه عادياً، ويكون حسن الخلق بحيث يعيش في سلامة وسلام). بمعنى أن تحقيق الفرد لذاته يعتبر معيار للصحة الفسية .

ختــــــــــاما ….
تحقيق الذات يتمثل فى أن يفهم الفرد نفسه ويتقبل نواحى قصوره ويتقبل مبدأ الفروق الفردية ويحترمها ويتعرف على قدراته وإمكاناته وطاقاته، وكذلك على إمكانات وقدرات وطاقات الأخرين ويتمتع بدرجة عالية من القدرة على التقييم الموضوعى لها، وأن يكون قادرًا على وضع أهداف وفلسفة فى حياته وقادرًا على تحقيقها وأن يكون نشطًا فى عمله ويشعر بالنجاح والرضا والكفاية فى الإنتاج وكل هذه من مقومات الصحة النفسية للفرد . ويتداخل مع مفهوم تحقيق الذات مفاهيم أخرى مناظرة مثل: النمو الذاتى، تأتى الذات، والإستقلال الذاتى والصحة النفسية الإيجابية .
ومما سبق عرضه لمفهوم تحقيق الذات ومراحل تكوينها وارتباطها بالصحة النفسية يتضح أهمية هذا المفهوم وارتباطه بتقبل الذات، القدرة على وضع أهداف واقعية ذات معنى بالنسبة للفرد، والثقة بالنفس، والنظرة التفاؤلية للمستقبل، المرونة فى التفكير. كما تعنى القدرة على الاستمرارية فى تحقيق الأفضل للوصول لأعلى مستويات تحقيق الذات وذلك كله يتم فى إطار معرفة الفرد لحدود قدراته ومهاراته واستثمارها الاستثمار الأمثل .
د / رهام العصفورى


 
						 
						